توجد مشاعر بداخلنا نظل محتفظين بها لا نكتشف قيمتها بشكل جيد احيانا إلا بعد فترة زمنية طويلة. وأى مشاعر أو فعل تصدر من الأخرين تجاهنا لكى نكتشف انها افعال أو مشاعر حقيقة كاملة لابد أن نسأل انفسنا هذا السؤال . ما هو المقابل أو الثمن المنتظر منا لهذه الأشخاص التى منحتنا هذه الافعال والمشاعر؟ إذا لم يكون هناك أى مقابل نهائيا وانا اشك فى ذلك فهذه تعتبر افعال ومشاعر حقيقية صدرت من اشخاص لا ترجوا غير سعادتنا ويسكن فى قلبها حب حقيقى لنا . أما إن كان هناك أى مقابل مهما كانت مبرارته فهى افعال ومشاعر غير كاملة . فالحقيقة تعنى ابيض أو اسود. وللأسف قد يكون كلامى الأتى قاسى عندما اقول لك مثلا عندما يتدلل ويتدلع عليك طفلك فهو يطلب منك مقابل لهذا الدلع ولو قطعة شوكولاتة وانت لا تدرى وحتى لو كان المقابل ان الطفل يرد منك مزيد من الحنان والحب والعطف فهو مقابل ايضا . الأب يدلع أبنه وبداخله مقابل يخفيه حتى عن نفسه احيانا وهو انه يربى ابنه كى يكون سند له فى كبره . القليل من الزوجات دلع مفيش كده وفى الأخر الزوج يجد نفسه أمام احد محلات ملابس السيدات أو أمام مكتب رحلات بيحجز للمصيف . قس على ذلك كل الأفعال والمشاعر التى تصدر تجاهك من باقى البشر على الأرض التى تعيش عليها . لكن تعالى معى نتعرف على الشخص الذى يدلعك بدون مقابل . الأم هى المخلوق الوحيد التى بيصدر منها افعال ومشاعر تجاه ابنائها وتضحيات تصل لفقد حيتها من اجلهم ولا تنتظر مقابل ( ربنا خلقها كده ) والأن علينا أن نسأل انفسنا هذا السؤال هل أتى علينا يوم طالبتنا أمهاتنا بمقابل أو ثمن افعلها ومشاعرها نحونا ؟ فعلت هذا لأن الله خلقها هاكذا ((( عشان كده إللى عايز يتدلع يتدلع وأمه عايشه عشان مفيش دلع حقيقى بعد موت الأم ))) متع الله الأمهات بالصحة والعافية وطول العمر . واسكن فسيح جناته من انتقلت لرحمة الله .
بقلم / يحيى حسن
بقلم / يحيى حسن